فشل السعودية في كأس آسيا- تخبط مانشيني وتقصير الاتحاد

المؤلف: محمد دخيل الله09.25.2025
فشل السعودية في كأس آسيا- تخبط مانشيني وتقصير الاتحاد

في منعطف تاريخي، اختتم المنتخب السعودي مشواره في بطولة كأس آسيا 2023 بطريقة دراماتيكية عبر ركلات الجزاء الترجيحية أمام المنتخب الكوري الجنوبي العنيد. تحول المألوف إلى غير مألوف، فالخسارة لم تكن مجرد نهاية لمباراة، بل كانت بمثابة صرخة مدوية تعكس الارتباك الظاهر في تشكيلة المنتخب والتداعيات السلبية التي لازمتها منذ البداية، إضافة إلى إدارة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني المثيرة للجدل لسير المباراة.

لطالما تاقت الجماهير السعودية إلى تحقيق إنجازات باهرة، إلا أن الواقع القاسي يتجلى بمرور الوقت. على الرغم من الدعم اللامحدود الذي يحظى به المنتخب، إلا أن الأداء يبقى مترنحًا والنتائج باهتة. هذا التذبذب الملحوظ في الأداء والنتائج لا يمكن تعليله فقط بأسلوب لعب أو مهارات فردية نفتقر إليها، بل يعود بجذوره إلى أعماق التنظيم والإدارة.

مانشيني، الذي تولى زمام القيادة الفنية للمنتخب السعودي، أثار العديد من علامات الاستفهام حول كفاءته في القيادة واتخاذ القرارات السليمة. لم يقتصر الأمر على الجوانب التكتيكية فحسب، بل شمل أيضًا تصريحاته وتصرفاته. في مناسبات عديدة، أثارت تصريحاته موجة من الإحباط والاستياء في أوساط الجماهير واللاعبين على حد سواء، كما أنه لم يظهر بالصورة اللائقة بشخص يتولى تدريب منتخب وطني عندما غادر الملعب قبل نهاية المباراة.

لكن المدرب ليس وحده من يتحمل المسؤولية، بل يمتد الأمر إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يجب أن يتحمل نصيبه من المسؤولية. إدارة الاتحاد، سواء في اختيار المدربين أو تهيئة الأجواء الملائمة للمنتخب، تشوبها نواقص واضحة في كل مشاركة، ويا للأسف، لا يزالون يتغنون بالفوز التاريخي على المنتخب الأرجنتيني.

إن الحاجة الماسة الآن تكمن في إعادة تقييم شاملة للمنتخب والتفكير مليًا في استبدال المدرب بشخص يمتلك رؤية ثاقبة وخطة واضحة المعالم لتطويره. قد يكون العودة إلى المدرب الوطني بمثابة الخطوة الأولى نحو التغيير المنشود، ولكن يجب أيضًا اتخاذ إجراءات هيكلية جذرية داخل الاتحاد. يجب إبعاد الأشخاص الذين لا يمتلكون الطموح والعزيمة لتحقيق الإنجازات، وعلى الاتحاد أن يعيد تقييم رؤيته وإستراتيجيته (إن وجدت) لضمان مستقبل مشرق للكرة السعودية.

سيعود اللاعبون المحليين لأنديتهم وينسون المنتخب، وتظل الآمال معلقة على المستقبل!.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة